الحمدُ لله الذي جعل لأهل العلم منزلة رفيعة، فقال سُبحانه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).
حَضرةً صاحبٍ السُّمُوِ الشيخِ مشعل الأحمد الجابر الصباح
بِسِمِ اللهِ الرحْمِنِ الرَّحِيمِ
والصّلاةُ والسلامُ على رسولِ اللّهِ وَعَلَى آلِهِ وأصحابِهِ
أجمعين.
الحمدُ لله الذي جعل لأهل العلم منزلة رفيعة، فقال سُبحانه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).
حَضرةً صاحبٍ السُّمُوِ الشيخِ مشعل الأحمد الجابر
الصباح
أَميرِ البلادِ المفدَّى، حَفِظَه اللهُ ورعاه سُمُوَ الشيخ/ صباح خالد الحمد الصباح
وليَّ العهد حفظه اللّٰه
أصحابَ السُمُو والمعالي الشُّيوخُ الموَقِّرين
معالي الشيخ / فهد يوسف سعود الصباح الموَقَّر
رئيسِ مَجلسِ الوزراءِ بالإنابة
مَعاليَ الوزراءِ والسعادة المحترَمِينَ
أبنائي الخرّيجينَ والخريجاتِ
ضُيوفَنا الكرامَ
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه،
سَيّدي حضرةَ صاحبٍ السُّمُوِّ أميرِ البلادِ الشيخ مشعل
الأحمد الجابر الصباح، حَفِظَكم اللهُ ورعاكم.
يَسُرُّني في مُستهَلّ هذا الحفلِ المبارك، أن أُرَحِّبَ بِسُموَكُم أَجْمَلَ التَّرحِيبِ، وأَنْ أَرفَعَ إلى مَقامِكُم الكَريمِ عَظيمَ الشُكرِ، وَبالِغَ التَقديرِ على دعمِكم المتواصل للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والذي له أبلغُ الأَثَرْ في دَفعٍ مَسيرتِها نَحوَ
التمُّيزِ والرِّيادةِ.
إنَّ الهيئةَ، يا صاحب السُّموِ، تُثَمِّنُ عاليًا هذه المكْرُمةَ الأميريّةَ الساميَةَ، فحضور سموَكم، وُسَامَ فَخْرٍ على صدورِنا ومَوضعَ اعتزازٍ لجميعِ منتسبي الهيئة، وبَصمةً خالدةً في وجدانِ أبنائِكم الخرّيجين وبناتِكم الخرّيجات، أبدًا لا تَغيب، ويُعَبِّرُ عن بالغِ حِرْصِ سُمُوّكم على مُشاركةِ فرحةِ الآباءِ والأمّهاتِ بتفوّقِ أبنائهم.
سيِّدي حضرةَ صاحبِ السُّمُوّ أميرِ البلادِ احترامًا لوقتِكم الثمينِ، وإجلالًا لمقامِكم الكريم، سأَمضي في حديثي على جَناحِ الاختصارِ، وأَختزلُ الحديثَ كما تُختَزَلُ القصيدةُ في بَيت، وأَضَعُ بينَ أَيدِيكُم شيئًا مِن إنجازاتِ الهيئةِ.
إنَّ الهيئةَ يا صاحبَ السموّ تُواصِلُ مَهامِّها ومَسؤولياتِها الكبيرةِ، لِتُحقّقِ الغَرَضَ مِن إنشائِها، فالكُلّياتُ والمعاهدُ التدريبيةُ والدوْراتُ الخاصّةُ تساهم بإمداد سوقِ العملِ بالعمالةِ الوطنية بما يُقاربُ عَشْرةِ آلاف خريجِ سَنَويًّا مؤهلين بالمعارفُ والمهاراتُ اللازمةُ والكفاءةُ التي تُمكنهم من إتقان أعمالهم.
واتساقا مع خُطَةِ التنميةِ ورؤيةِ الكويت، بادرَتِ الهيئةُ وسعت، وبالفعل من إعداد الخُطة الإستراتيجية الخمسية انتهت، ومن مجلس الإدارة اعتمدت، شملت أربع غايات، وتفرعت منها أهدافُ ومبادرات، لتحقق الرؤيةَ والرسالةَ والطموحات.
فالغاية الأولى يا صاحب السمو هي التركيز على العنصر البشري لأنه العامود الفقري للنجاح، ولأن الهيئة تَحْتَضِنُ ما يُقاربُ تِسعةً وخمسينَ ألفَ طالبٍ وطالبة، فإنها تَقومُ باستمرارٍ بتطويرِ المناهجِ الأكاديميةِ والبرامجِ التدريبيةِ، وتحديثِ الوِرَشِ والمختبراتِ، وذلك لِخَلقِ تَوازُنِ بينَ المعارفِ والمهاراتِ، للوصول إلى إِعْدِادِ كَفَاءاتٍ وَطنيةْ حِرفيّةٍ وَمِهنِيَّة، تُفكّرُ بابتكارٍ، وتَعملُ بمَهارةٍ، وتُديرُ بإبداع، لتُساهمَ في تحقيقِ أهدافِ الخُطَطِ التنمَويّةِ للدولة أمَّا التميُّزُ في الأداءِ المؤسَّسيّ في الهيئةِ فهو مِحوَرُ الغايةِ الثانية، فقد تَمَّ ترسيخُ مفاهيمِ الحَوكمةِ المؤسَّسيةِ والرَّقْميةِ بينَ مُنتسبِها، وشَرَعَتْ في تفعيلِها ضِمْنَ مُمارَساتِ العَمَلِ اليوميّ في الإدارة، حتَّى باتَتِ الهيئةُ مِن بينِ المراتِبِ المتقدّمةِ في تطبيقٍ إجراءاتِ الحَوكَمةِ بينَ المؤسَّساتِ
الحُكومية.
ولرَفْع المكَانةِ الدَّوليّةِ للكويتِ مكانٌ في وجدانِ الهيئة، حيثُ حصَلَتْ على اعتماداتٍ مؤسَّسيةٍ وبرامجية وشهاداتٍ في الجَودةِ مِن مُنظَّماتٍ عالميةٍ، وما زالت الهيئة تَستكملُ مَسيرتَها، التي تُعد قَفزاتٍ للصُّعودِ لِلقِمَّةِ، ووَسيلةً للتصنيفِ العالميّ.
وكانَ التميُّزُ في البحثِ والابتكارِ هو الغايةُ الثالثة، فسَعَت إليهِ الهيئةُ بخُطَّى ثابتة، وأُسلوبٍ بنّاء ورُوحِ متجدِّدة، مِن خلالِ تطويرِ اللوائحِ والقراراتِ المتعلِّقةِ بالأبحاثِ، ليكونَ البحثُ العلميُّ مُساهماً بإيجادِ الحُلولِ التطبيقيّةِ المناسِبةِ لِلعَديدِ مِن المُشكلاتِ والتحديّاتِ التي تُواجهُها مؤسَّساتُ الدولةِ المختلِفةُ.
ولأنَّ التنميةَ الوطنيّةَ - يا صاحبَ السموّ - هيَ الوَقودُ المُحَرِّكُ للأوطانِ، وهي مسك ختام الغايات، مِن خلالِ ترسيخِ ثقافةِ العملِ التطوّعيّ بِرُوحِ واعيةٍ وهِمَةٍ نبيلةٍ في المجالاتِ الإنسانيةِ والبِيئيةِ في نُفوسِ جميعٍ مُنتسبِها، لنُعَزز مفاهيم الاستدامةِ البيئيّة، صَونًا لمواردِ الكويتِ الطبيعيّةِ، ومحافظةً على بيئةٍ خضراء نقيّةٍ.
سيّدي صاحبَ السُّمُوّ أميرِ البلاد
إنَّ رُؤيتَكم الحكيمةَ، وإيمانَكم بأنَّ بناءَ الإنسانِ الكويتيّ هو الرّكيزةُ الأساسيّةُ لبناءِ الوطنِ، هو نِبراسٌ نهتدِي به في الهيئةِ، حيثُ نُعزِّزُ في طَلَبتِنا أنَّ العِلمَ لا يكتملُ إلّا إذا اقتَرَن بالأخلاق، وأنّ التقدُّمَ الحقيقيَّ لا يُقاسُ بالمُؤَهِلاتِ وَحْدَها، بل بِمَدَى تمسُّكِه بمبادئ دِينِه، واعتزازِه بوطنِه، واحترامِهِ لتُراثِهِ وأعر افِهِ وتقاليدِهِ الكويتيةِ الأصيلة، لتَبقَى الكويتُ، بإذنِ الله، منارةً للمعرفة، ورمزًا للحضارة، حاضرةً بِتَأْثِيرِهَا، فَاعِلةً بِمَكَانَتِها، في المحافلِ الخليجيةِ والإقليميةِ والدَّوْلية.
سيّدي صاحبَ السُّمُوّ أميرِ البلاد:
أَستَأَذِنُكُم لمُخاطبةِ الآباءِ والأمهاتِ والطلبةِ الخرّيجين:
الآباءُ والأُمَّهاتُ الأفاضل
نَعلمُ بأنَّ وراءَ كُلِ خِرّيجِ ناجحِ قلبًا داعمًا، وسَنَدًا ثابتًا، وأُسرةً احتوت، فهنيئًا لكم هذا الحصادُ المباركُ.
أمّا أنتم أبنائي وبناتي الخريجين والخريجات نَفْخَرُ بِكُمْ، والكويتُ اليومَ تَنظرُ إليكم بأملٍ كبير، فكونوا كما عَهِدناكم، قدوةً في الأداء، مُتألّقينَ في العطاء، مُلتزِمينَ بالأخلاقِ والمبادئ، محافِظينَ على الوَحْدةِ الوطنيةِ، مُؤمِنينَ بأنَّ كلَّ عَملٍ صادقٍ مهما كان صغيراً هُوَ لَبِنَةٌ في بناءِ هذا الوطنِ الغالي.
وتَذَكَّرُوا دائمًا أنَّ اللهَ أَعزَّنا بالإسلام، ثُمّ مَنَّ علينا بالكويت وطنًا آمنًا، وحَبانا بِحُكَامٍ حُكماء، رَعَوُا البلادَ، واعْتَنَوا بالعباد، مِيزَانُهمْ العدل، ونَهْجُهُم الحَصافةُ في إدارةِ الدولة.
فازرَعُوا في قلوبِكم وقُلوبِ مَن حَولَكُم المحبَّةَ والوفاءَ لهم ولهذا الوطنِ الغالي، فإنَّ الكويتَ تستحقُّ أن نَفدِيَها بالروح، ونَبذلَ مِن أجلِها كلَّ عزيزٍ ونفيس.
وفي الخِتامِ، لا يَسعُني يا صاحبَ السُّموّ إلّا أن أتوجه بِأَسمَى عِباراتِ الشكرِ والتقديرِ، على تفضُّلِكم بِحضورِ هذا الحفلِ ورعايتِه، سائلًا المولى سبحانه أن يحفظَكم ويرعاكم، ويَمُنَّ عليكم بموفورِ الصحةِ والعافيةِ، وأن يُحَقِّقَ مَقاصِدَكم الكبيرةَ في خدمةِ الكويتِ وأهلِها، وإعلاءِ شأنِها، وأن يحفظَ الكويتَ وأَهلَها والمقيمينَ عليها، وأن يُديمَ عليها نعمةَ الأمنِ، والأمانِ، والرخاءِ، والاستقرارِ. إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.





